التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٢
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
-إبراهيم

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

مكية: اثنتان وخمسون آيه

{ آلر كِتَابٌ } هو خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب يعني السورة، والجملة التي هي { أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ } في موضع الرفع صفة للنكرة { لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ } بدعائك إياهم { مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ } من الضلالة إلى الهدى { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } بتيسيره وتسهيله مستعار من الإذن الذي هو تسهيل الحجاب وذلك ما يمنحهم من التوفيق { إِلَىٰ صِرٰطِ } بدل من { النور } بتكرير العامل { ٱلْعَزِيزُ } الغالب بالانتقام { ٱلْحَمِيدِ } المحمود على الإنعام { ٱللَّهِ } بالرفع مدني وشامي على هو «الله» وبالجر غيرهما على أنه عطف بيان للعزيز الحميد { ٱلَّذِى لَهُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ } خلقاً وملكاً. ولما ذكر الخارجين من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان توعد الكافرين بالويل وهو نقيض الوأل وهو النجاة وهو اسم معنى كالهلاك فقال: { وَوَيْلٌ لّلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } وهو مبتدأ وخبر، وصفة { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ } يختارون ويؤثرون { ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلأخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللهِ } عن دينه { وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } يطلبون لسبيل الله زيغا واعوجاجاً والأصل ويبغون لها فحذف الجار وأوصل الفعل. { الذين } مبتدأ خبره { أُوْلَـئِكَ فِى ضَلَـٰلٍ بَعِيدٍ } عن الحق. ووصف الضلال بالبعد من الإسناد والمجازي والبعد في الحقيقة للضال لأنه هو الذي يتباعد عن طريق الحق فوصف به فعله كما تقول جد جده، أو مجرور صفة للكافرين، أو منصوب على الذم أو مرفوع على أعني الذين أوهم الذين

.