التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ
٦١
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٦٢
قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ
٦٣
وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
٦٤
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ
٦٥
وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ
٦٦
-الحجر

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ فَلَمَّا جَآءَ ءَالَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي لا أعرفكم أي ليس عليكم زي السفر ولا أنتم من أهل الحضر فأخاف أن تطرقوني بشر { قَالُواْ بَلْ جِئْنَـٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما فيه سرورك وتشفيك من أعدائك وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله فيمترون فيه أي يشكون ويكذبونك { وَأَتَيْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ } باليقين من عذابهم { وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } في الإخبار بنزوله بهم { فَأْسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ } في آخر الليل أو بعد ما يمضي شيء صالح من الليل { وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ } وسر خلفهم لتكون مطلعاً عليهم وعلى أحوالهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقوا لهم، أو جعل النهي عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التواني والتوقف لأن من يلتفت لا بد له في ذلك من أدنى وقفة { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } حيث أمركم الله بالمضي إليه وهو الشام أو مصر { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } عدى { قضينا } بـ «إلى» لأنه ضمن معنى أوحينا كأنه قيل: وأوحينا إليه مقضياً مبتوتاً، وفسر ذلك الأمر بقوله { أَنَّ دَابِرَ هَـؤُلآْءِ مَقْطُوعٌ } وفي إبهامه وتفسيره تفخيم للأمر ودابرهم آخرهم أي يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد { مُّصْبِحِينَ } وقت دخولهم في الصبح وهو حال من { هؤلاء }