{ذٰلِكَ } إشارة إلى الوعيد وهو لحوق الغضب والعذاب العظيم {بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ } آثروا {ٱلْحَيَوٰةَ الدُّنْيَا عَلَىوٰ الآخِرَةِ } أي بسبب إيثارهم الدنيا على الآخرة {وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } ما داموا مختارين للكفر {أُولَـئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَـٰرِهِمْ } فلا يتدبرون ولا يصغون إلى المواعظ ولا يبصرون طريق الرشاد {وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ } أي الكاملون في الغفلة لأن الغفلة عن تدبر العواقب هي غاية الغفلة ومنتهاها {لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَـٰسِرونَ}. {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } «يدل» على تباعد حال هؤلاء من حال أولئك {لِلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ } من مكة أي أنه لهم لا عليهم يعني أنه وليهم وناصرهم لا عدوهم وخاذلهم كما يكون الملك للرجل لا عليه فيكون محمياً منفوعاً غير مضرور {مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } بالعذاب والإكراه على الكفر {فَتِنوا}: شامي أي بعد ما عذبوا المؤمنين ثم أسلموا {ثُمَّ جَـٰهَدُواْ } المشركين بعد الهجرة {وَصَبَرُوآ } على الجهاد {إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } من بعد هذه الأفعال وهي الهجرة والجهاد والصبر {لَغَفُورٌ } لهم لما كان منهم من التكلم بكلمة الكفر تقية {رَّحِيمٌ } لا يعذبهم على ما قالوا في حالة الإكراه