التفاسير

< >
عرض

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً
١٠٦
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً
١٠٧
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً
١٠٨
-الإسراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَقُرْآناً } منصوب بفعل يفسره { فَرَقْنَاهُ } أي فصلناه أو فرقنا فيه الحق من الباطل { لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } على تؤدة وتثبت { وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } على حسب الحوادث { قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا } أي اختاروا لأنفسكم النعيم المقيم أو العذاب الأليم. ثم علل بقوله: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ } أي التوراة من قبل القرآن { إِذَا يَتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } القرآن { يُخِرُّونَ للأذْقَانِ سُجَّداً } حال { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } لقوله { آمنوا به أو لا تؤمنوا } أي أعرض عنهم فإنهم إن لم يؤمنوا به ولم يصدقوا بالقرآن فإن خيراً منهم وهم العلماء الذين قرءوا الكتب قد آمنوا به وصدقوه، فإذا تلي عليهم خروا سجداً وسبحوا الله تعظيماً لأمره ولإنجازه ما وعد في الكتب المنزلة وبشر به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه وهو المراد بالوعد المذكور. «إن» بمعنى «إنه» وهي تؤكد الفعل كما أن «إن» تؤكد الاسم، وكما أكدت «إن» باللام في { إنهم لمحضرون } [الصافات: 158] أكدت «إن» باللام في { لمفعولا }