التفاسير

< >
عرض

قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً
١٠٩
قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً
١١٠
-الكهف

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ } أي ماء البحر { مِدَاداً لّكَلِمَـٰتِ رَبّى } قال أبو عبيدة: المداد: ما يكتب به أي لو كتبت كلمات علم الله وحكمته وكان البحر مداداً لها والمراد بالبحر الجنس { لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ } بمثل البحر { مَدَداً } لنفد أيضاً والكلمات غير نافدة. و{ مدداً } تمييز نحو «لي مثله رجلاً» والمدد مثل المداد وهو ما يمد به. { ينفد } حمزة وعلي، وقيل: قال حيي بن أخطب: في كتابكم { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } [البقرة: 269] ثم تقرؤون { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } [الإسراء: 85] فنزلت يعني أن ذلك خير كثير ولكنه قطرة من بحر كلمات الله { قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ } فمن كان يأمل حسن لقاء ربه وأن يلقاه لقاء رضاً وقبول، أو فمن كان يخاف سوء لقاء ربه والمراد باللقاء القدوم عليه. وقيل: رؤيته كما هو حقيقة اللفظ والرجاء على هذا مجرى على حقيقته { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً } خالصاً لا يريد به إلا وجه ربه ولا يخلط به غيره. وعن يحيى بن معاذ: هو ما لا يستحي منه { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا } هو نهي عن الشرك أو عن الرياء قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الشرك الأصغر" قالوا: وما الشرك الأصغر قال: "الرياء" قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون فإن يخرج الدجال في تلك الثمانية عصمه الله من فتنة الدجال، ومن قرأ { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ } إلى آخرها عند مضجعه كان له نور يتلألأ من مضجعه إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه، وإن كان مضجعه بمكة فتلاها كان له نور يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه ويستغفرون له حتى يستيقظ" .