التفاسير

< >
عرض

قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً
٩
قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً
١٠
فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً
١١
يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً
١٢
وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً
١٣
-مريم

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ قَالَ كَذٰلِكَ } الكاف رفع أي الأمر كذلك تصديق له ثم ابتدأ { قَالَ رَبُّكِ } أو نصب بـ { قال } وذلك إشارة إلى مبهم يفسره { هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ } أي خلق يحيى من كبيرين سهل { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ } أو جدتك من قبل يحيى. { خلقناك } حمزة وعلي { وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } لأن المعدوم ليس بشيء { قَالَ رَبّ ٱجْعَل لِّى ءايَةً } علامة أعرف بها حبل امرأتي { قَالَ ءايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِياً } حال من ضمير تكلم أي حال كونك سوى الأعضاء واللسان يعني علامتك أن تمنع الكلام فلا تطيقه وأنت سليم الجوارح ما بك خرس ولا بكم. ودل ذكر الليالي هنا والأيام في «آل عمران» على أن المنع من الكلام استمر به ثلاثة أيام ولياليهن، إذ ذكر الأيام يتناول ما بإزائها من الليالي وكذا ذكر الليالي يتناول ما بإزائها من الأيام عرفاً { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } من موضع صلاته وكانوا ينتظرونه ولم يقدر أن يتكلم { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أشار بإصبعه { أَن سَبّحُواْ } صلوا و«أن» هي المفسرة { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } صلاة الفجر والعصر { يَا يَحْيَىٰ } أي وهبنا له يحيى وقلنا له بعد ولادته وأوان الخطاب يا يحيى { خُذِ ٱلْكِتَـٰبَ } التوراة { بِقُوَّةٍ } حال أي بجد واستظهار بالتوفيق والتأييد { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ } الحكمة وهو فهم التوراة والفقه في الدين { صَبِيّاً } حال. قيل: دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صبي فقال: ما للعب خلقنا { وَحَنَانًا } شفقة ورحمة لأبويه وغيرهما عطفاً على الحكم { مّن لَّدُنَّـا } من عندنا { وَزَكَوٰةً } أي طهارة وصلاحاً فلم يعمد بذنب { وَكَانَ تَقِيّا } مسلماً مطيعا.