التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
٧٢
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً
٧٣
-مريم

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ ثُمَّ نُنَجّى } وعلي بالتخفيف { ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } عن الشرك وهم المؤمنون { وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } فيه دليل على دخول الكل لأنه قال: { ونذر } ولم يقل وندخل، والمذهب أن صاحب الكبيرة قد يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو لا محاله. وقالت: المرجئة الخبيثة: لا يعاقب لأن المعصية لا تضر مع الإسلام عندهم. وقالت المعتزلة: يخلد.

{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا } أي القرآن { بَيّنَـٰتٍ } ظاهرات الإعجاز أو حججاً وبراهين حال مؤكدة كقوله: { وهو الحق مصدقاً } [البقرة: 91] إذ آيات الله لا تكون إلا واضحة وحججاً { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي مشركو قريش وقد رجلوا شعورهم وتكلفوا في زيهم { لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } للفقراء ورؤوسهم شعثة وثيابهم خشنة { أَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ } نحن أم أنتم { خَيْرٌ مَّقَاماً } بالفتح وهو موضع القيام والمراد المكان والمسكن. وبالضم مكي وهو موضع الإقامة والمنزل { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } مجلسا يجتمع القوم فيه للمشاورة. ومعنى الآية أن الله تعالى يقول: إذا أنزلنا آية فيها دلائل وبراهين أعرضوا عن التدبر فيها إلى الافتخار بالثروة والمال وحسن المنزل والحال فقال تعالى: