التفاسير

< >
عرض

طه
١
مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ
٢
إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
٣
-طه

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ طه } فخم الطاء لاستعلائها وأمال الهاء، أبو عمرو، وأمالهما حمزة وعلي وخلف وأبو بكر، وفخمهما على الأصل غيرهم. وما رُوي عن مجاهد والحسن والضحاك وعطاء وغيرهم أن معناه يا رجل فإن صح فظاهر وإلا فالحق ما هو المذكور في سوة البقرة { مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ } إن جعلت { طه } تعديداً لأسماء الحروف فهو ابتداء كلام، وإن جعلتها اسماً للسورة احتملت أن تكون خبراً عنها وهي في موضع المبتدأ، و{ ٱلْقُرْءانَ } ظاهر أوقع موقع المضمر لأنها قرآن وأن يكون جواباً لها وهي قسم { لِتَشْقَىٰ } لتتعب لفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على أن يؤمنوا، أو بقيام الليل فإنه رُوي أنه عليه السلام صلى بالليل حتى تورمت قدماه فقال له جبريل: أبق على نفسك فإن لها عليك حقاً أي ما أنزلناه لتنهك نفسك بالعبادة وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة { إِلاَّ تَذْكِرَةً } استثناء منقطع أي لكن أنزلناه تذكرة أو حال { لّمَن يَخْشَىٰ } لمن يخاف الله أو لمن يئول أمره إلى الخشية.