التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ
٣
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ
٤
-الحج

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَـٰدِلُ فِى ٱللَّهِ } في دين الله { بِغَيْرِ عِلْمٍ } حال. نزلت في النضر بن الحرث وكان جدلاً يقول: الملائكة بنات الله، والقرآن: أساطير الأولين، والله غير قادر على إحياء من بلي، أو هي عامة في كل من يخاصم في الدين بالهوى { وَيَتَّبِعْ } في ذلك { كُلَّ شَيْطَـٰنٍ مَّرِيدٍ } عاتٍ مستمر في الشر. ولا وقف على { مريد } لأن ما بعده صفته { كُتِبَ عَلَيْهِ } قضي على الشيطان { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } تبعه أي تبع الشيطان { فأَنَّه } فأن الشيطان { يُضِلُّهُ } عن سواء السبيل { وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } النار. قال الزجاج: الفاء في فأنه للعطف و «أن» مكررة للتأكيد. ورد عليه أبو علي وقال: إن «من» إن كان للشرط فالفاء دخل لجزاء الشرط، وإن كان بمعنى الذي فالفاء دخل على خبر المبتدأ والتقدير: فالأمر أنه يضله. قال: والعطف والتأكيد يكون بعد تمام الأول، والمعنى كتب على الشيطان إضلال من تولاه وهدايته إلى النار.

ثم ألزم الحجة على منكري البعث فقال