التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
١١٧
وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١١٨
-المؤمنون

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ } أي لا حجة { لَهُ بِهِ } اعتراض بين الشرط والجزاء كقولك «من أحسن إلى زيد ــ لا أحق بالإحسان منه ــ فإن الله مثيبه» أو صفة لازمة جيء بها للتوكيد كقولك «يطير بجناحيه لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان» { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ } أي جزاؤه وهذا جزاء الشرط { عِندَ رَبّهِ } أي فهو يجازيه لا محالة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } جعل فاتحة السورة { قد أفلح المؤمنون } وخاتمتها { إنه لا يفلح الكافرون } فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة. ثم علمنا سؤال المغفرة والرحمة بقوله { وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ } ثم قال { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ } لأن رحمته إذا أدركت أحداً أغنته عن رحمة غيره ورحمة غيره لا تغنيه عن رحمته.