التفاسير

< >
عرض

لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً
٢٩
وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً
٣٠
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً
٣١
-الفرقان

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ } أي عن ذكر الله أو القرآن أو الإيمان { بَعْدَ إِذْ جَاءنِى } من الله { وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } أي خليله سماه شيطاناً لأنه أضله كما يضله الشيطان، أو إبليس لأنه الذي حمله على مخالة المضل ومخالفة الرسول { لِلإِنسَـٰنِ } المطيع له { خَذُولاً } هو مبالغة من الخذلان أي من عادة الشيطان ترك من يواليه وهذا حكاية كلام الله أو كلام الظالم.

{ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } أي محمد عليه الصلاة والسلام في الدنيا { يٰرَبّ إِنَّ قَوْمِى } قريشاً { ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً } متروكاً أي تركوه ولم يؤمنوا به من الهجران وهو مفعول ثان لـــــ { اتخذوا } في هذا تعظيم للشكاية وتخويف لقومه لأن الأنبياء إذا شكوا إليه قومهم حل بهم العذاب ولم ينظروا. ثم أقبل عليه مسلياً ووعده النصرة عليهم فقال { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } أي كذلك كان كل نبي قبلك مبتلى بعداوة قومه وكفاك بي هادياً إلى طريق قهرهم والانتصار منهم، وناصراً لك عليهم. والعدو يجوز أن يكون واحداً وجمعاً والباء زائدة أي وكفى ربك هادياً وهو تمييز