التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ
١١١
قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١١٢
إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
١١٣
وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١١٤
إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
١١٥
قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ
١١٦
قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ
١١٧
-الشعراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ } الواو للحال و «قد» مضمرة بعدها دليله قراءة يعقوب { وأتباعك } جمع تابع كشاهد وأشهاد أو تبع كبطل وأبطال { ٱلأَرْذَلُونَ } السّفلة والرذالة الخسة والدناءة. وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا. وقيل: كانوا من أهل الصناعات الدنيئة والصناعة لا تزري بالديانة فالغنى غنى الدين والنسب نسب التقوى، ولا يجوز أن يسمى المؤمن رذلاً وإن كان أفقر الناس وأوضعهم نسباً وما زالت أتباع الأنبياء كذلك { قَالَ وَمَا عِلْمِى } وأي شيء أعلم { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الصناعات إنما أطلب منهم الايمان. وقيل: إنهم طعنوا مع استرذالهم في إيمانهم وقالوا: إن الذين آمنوا بك ليس في قلوبهم ما يظهرونه فقال: ما علي إلا اعتبار الظواهر دون التفتيش عن السرائر { إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّى لَوْ تَشْعُرُونَ } أن الله يحاسبهم على ما في قلوبهم { وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي ليس من شأني أن أتبع شهواتكم بطرد المؤمنين طمعاً في إيمانكم { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ما علي إلا أن أنذركم إنذاراً بيناً بالبرهان الصحيح الذي يتميز به الحق من الباطل ثم أنتم أعلم بشأنكم { قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰ نُوحُ } عما تقول { لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ } من المقتولين بالحجارة { قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ } ليس هذا إخباراً بالتكذيب لعلمه أن عالم الغيب والشهادة أعلم ولكنه أراد أنهم كذبوني في وحيك ورسالتك