التفاسير

< >
عرض

فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ
٥١
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٥٢
وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٥٣
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٥٤
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
٥٥
-النمل

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ } بفتح الألف: كوفي وسهل، وبكسرها: غيرهم على الاستئناف، ومن فتحه رفعه على أنه بدل من العاقبة، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي تدميرهم، أو نصبه على معنى لأنا أو على أنه خبر «كان» أي فكان عاقبة مكرهم الدمار { وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } بالصيحة { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط، أو خالية من الخواء، وهي حال عمل فيها ما دل عليه { تلك } { بِمَا ظَلَمُواْ } بظلمهم { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما فعل بثمود { لآيَةً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } قدرتنا فيتعظون { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } بصالح { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } ترك أوامره وكانوا أربعة الآف نجوا مع صالح من العذاب.

{ وَلُوطًا إِذْ قَالَ } واذكر لوطاً، و{ إذ } بدل من { لوطاً } أي واذكر وقت قول لوط { لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ } أي إتيان الذكور { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } تعلمون أنها فاحشة لم تسبقوا إليها من بصر القلب، أو يرى ذلك بعضهم من بعض لأنهم كانوا يرتكبونها في ناديهم معالنين بها لا يتستر بعضهم من بعض مجانة وانهماكاً في المعصية، أو تبصرون آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم. ثم صرح فقال { أَئِنَّكُمْ } بهمزتين: كوفي وشامي { لَتَأْتُونَ ٱلرّجَالَ شَهْوَةً } للشهوة { مّن دُونِ ٱلنّسَاء } أي إن الله تعالى إنما خلق الأنثى للذكر ولم يخلق الذكر للذكر ولا الأنثى للأنثى فهي مضادة لله في حكمته { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك، أو أريد بالجهل السفاهة والمجانة التي كانوا عليها. وقد اجتمع الخطاب والغيبة في قوله { بل أنتم قوم تجهلون } و { بل أنتم قوم تفتنون } فغلب الخطاب على الغيبة لأنه أقوى إذ الأصل أن يكون الكلام بين الحاضرين.