التفاسير

< >
عرض

طسۤمۤ
١
تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِٱلْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٣
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ
٤
-القصص

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

مكية وهي ثمان وثمانون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ طسم تِلْكَ ءايَاتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } يقال بان الشيء وأبان بمعنى واحد، ويقال أبنته فأبان لازم ومتعدٍ أي مبين خيره وبركته أو مبين للحلال والحرام والوعد والوعيد والإخلاص والتوحيد { نَتْلُواْ عَلَيْكَ } نقرأ عليك أي يقرؤه جبريل بأمرنا ومفعول { نتلو } { مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ } أي نتلو عليك بعض خبرهما { بِٱلْحَقّ } حال أي محقين { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } لمن سبق في علمنا أنه مؤمن لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم { إِنَّ فِرْعَوْنَ } جملة مستأنفة كالتفسير للجمل كأن قائلاً قال: وكيف كان نبؤهما؟ فقال: إن فرعون { عَلاَ } طغى وجاوز الحد في الظلم واستكبر وافتخر بنفسه ونسي العبودية { فِى ٱلأَرْضِ } أي أرض مملكته يعني مصر { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } فرقاً يشيعونه على ما يريد ويطيعونه. لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه أو فرقاً مختلفة يكرم طائفة ويهين أخرى فأكرم القبطي وأهان الإسرائيلي { يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مّنْهُمْ } هم بنو إسرائيل { يُذَبّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَاءهُمْ } أي يترك البنات أحياء للخدمة، وسبب ذبح الأبناء أن كاهناً قال له: يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يده. وفيه دليل على حمق فرعون فإنه إن صدق الكاهن لم ينفعه القتل، وإن كذب فما معنى القتل. ويستضعف حال من الضمير في { وجعل } أو صفة لـــــ { شيعاً } أو كلام مستأنف و{ يذبح } بدل من { يستضعف } { إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي إن القتل ظلماً إنما هو فعل المفسدين إذ لا طائل تحته صدق الكاهن أو كذب.