التفاسير

< >
عرض

فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٥
وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
١٦
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١٧
-العنكبوت

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ فأَنْجَيْنـٰهُ } أي نوحاً { وأَصْحَـٰبَ ٱلسَّفِينَةِ } وكانوا ثمانية وسبعين نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم { وَجَعَلْنَـٰهَا } أي السفينة أو الحادثة أو القصة { ءايَةً } عبرة وعظة { لّلْعَـٰلَمِينَ } يتعظون بها.

{ وَإِبْرٰهِيمَ } نصب بإضمار اذكر وأبدل عنه { إِذْ قَالَ } بدل اشتمال لأن الأحيان تشتمل على ما فيها، أو معطوف على { نوح } أي وأرسلنا إبراهيم، أو ظرف لـ { أرسلنا } يعني أرسلناه حين بلغ من السن، أو العلم مبلغاً صلح فيه لأن يعظ قومه ويأمرهم بالعبادة والتقوى. وقرأ إبراهيم النخعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما: { وإبراهيمُ } بالرفع على معنى «ومن المرسلين إبراهيم» { لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الكفر { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إن كان لكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَـٰناً } أصناماً { وَتَخْلُقُونَ } وتكذبون أو تصنعون. وقرأ أبو حنيفة والسلمي رضي الله عنهما { وتخلّقون } من خلق بمعنى التكثير في خلق { إِفْكاً } وقرىء { أفكا } وهو مصدر نحو كذب ولعب. والإفك مخفف منه كالكذب واللعب من أصلهما واختلاقهم الإفك تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئاً من الرزق { فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرّزْقَ } كله فإنه هو الرازق وحده لا يرزق غيره { وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه، وبفتح التاء وكسر الجيم: يعقوب.