التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
٧٠
إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ
٧١
فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ
٧٢
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ
٧٣
مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤
ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ
٧٥
ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ
٧٦
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ
٧٧
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ
٧٨
-غافر

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون } فيه وعيد وتهديد ثم وصف ما أوعدهم به فقال تعالى: { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون } يعني يجرون بتلك السلاسل { في الحميم ثم في النار يسجرون } يعني توقد بهم النار { ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله } يعني الأصنام { قالوا ضلوا عنا } أي فقدناهم فلم نرهم { بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً } قيل إنهم أنكروا عبادتها، وقيل لم نكن ندعوا شيئاً ينفع ويضر، وقيل ضاعت عبادتنا لها فكأنا لم نكن ندعو من قبل شيئاً { كذلك يضل الله الكافرين } أي كما أضل هؤلاء { ذلكم } أي العذاب الذي نزل بكم { بما كنتم تفرحون } أي تبطرون وتأشرون { في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون } أي تختالون وتفرحون به { ادخلوا أبواب جهنم } يعني السبعة { خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } يعني عن الإيمان.
قوله تعالى: { فاصبر إن وعد الله حق } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي بنصرك على الأعداء { فإما نرينك بعض الذي نعدهم } أي من العذاب في حياتك { أو نتوفينك } أي قبل أن يحل ذلك بهم { فإلينا يرجعون ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك } أي خبره وحاله في القرآن { ومنهم من لم نقصص عليك } أي لم نذكر لك حال الباقين منهم وليس منهم أحد إلا أعطاه الله تعالى آيات ومعجزات، وقد جادله قومه وكذبوه فيها وما جرى عليهم يقارب ما جرى عليك فصبروا وهذا تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } يعني بأمره وإرادته { فإذا جاء أمر الله } أي قضاؤه بين الأنبياء والأمم { قضي بالحق } يعني بالعدل { وخسر هنالك المبطلون } يعني الذين يجادلون في آيات الله بغير حق وفيه وعيد وتهديد لهم.