التفاسير

< >
عرض

رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦
رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ
٧
لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٨
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ
٩
فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
١٠
يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
١١
-الدخان

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ رحمة من ربك } قال ابن عباس رأفة مني بخلقي ونعمة عليهم بما بعثنا إليهم من الرسل وقيل أنزلناه في ليلة مباركة رحمة من ربك { إنه هو السميع } أي لأقوالهم { العليم } أي بأحوالهم { رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } أي إن الله رب السموات والأرض وما بينهما { لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } قوله تعالى: { بل هم في شك } أي من هذا القرآن { يلعبون } أي يهزؤون به لاهون عنه { فارتقب } أي يا محمد { يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } (ق) عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصاً عند باب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منها كهيئة الزكام فقام عبد الله وجلس وهو غضبان فقال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئاً فليقل به ومن لا يعلم شيئاً فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم " فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين" "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدباراً قال اللهم سبعاً كسبع يوسف" وفي رواية "لما دعا قريشاً فكذبوه واستعصوا عليه قال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف" فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر أحدهم إلى السماء فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله عز وجل: { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } إلى قوله { عائدون } قال عبد الله فيكشف عذاب الآخرة يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون فالبطشة يوم بدر وفي رواية للبخاري قالوا: { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون }.