{ ولقد مكنّاهم فيما إن مكناكم فيه } الخطاب لأهل مكة يعني مكناهم فيما لم نمكنكم فيه من قوة الأبدان وطول الأعمار وكثرة الأموال { وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة } يعني إنا أعطيناهم هذه الحواس ليستعملوها فيما ينفعهم في أمر الدين فما استعملوها إلا في طلب الدنيا ولذاتها فلا جرم { فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء } يعني أنه لما أنزل بهم العذاب ما أغنى ذلك عنهم شيئاً { إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } يعني ونزل بهم العذاب الذي كانوا يطلبونه على سبيل الاستهزاء { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } الخطاب لأهل مكة يعني أهلكنا قرى ديار ثمود وهي الحجر وسدوم وهي قرى قوم لوط بالشام وقرى قوم عاد باليمن يخوف أهل مكة بذلك { وصرفنا الآيات } يعني وبينا لهم الحجج والدلائل الدالة على التوحيد { لعلهم يرجعون } يعني عن كفرهم فلم يرجعوا فأهلكناهم بسبب كفرهم وتماديهم في الكفر { فلولا } يعني فهلا { نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة } يعني أنهم اتخذوا الأغنام آلهة يتقربون بعبادتها إلى الله تعالى والقربان كل ما يتقرب به إلى الله تعالى: { بل ضلوا عنهم } يعني بل ضلت الآلهة عنهم فلم تنفعهم عند نزول العذاب بهم { وذلك إفكهم } يعني كذبهم الذي كانوا يقولون إنها تقربهم إلى الله تعالى وتشفع لهم عنده { وما كانوا يفترون } يعني يكذبون بقولهم إنها آلهة وإنها تشفع لهم.