التفاسير

< >
عرض

بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ
٥
أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
٦
وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
٧
تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ
٨
وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ
٩
وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
١٠
رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ
١١

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ بل كذبوا بالحق } أي بالقرآن { لما جاءهم } قيل: معناه كذبوا به لما جاءهم. وقيل: كذبوا المنذر لما جاءهم { فهم في أمر مريج } أي مختلط ملتبس قيل معنى اختلاط أمرهم قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم مرة شاعر ومرة ساحر ومرة معلم مجنون ويقولون في القرآن مرة سحر ومرة رجز ومرة مفتري فكان أمرهم مختلطاً ملتبساً عليهم وقيل في هذه الآية من ترك الحق مرج عليه أمره والتبس عليه دينه وقيل ما ترك قوم الحق إلا مرج عليهم أمرهم؛ ثم دلهم على عظيم قدرته فقال تعالى: { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها } أي: بغير عمد { وزيناها } أي بالكواكب { وما لها من فروج } أي: شقوق وصدوع { والأرض مددناها } أي بسطناها على وجه الماء { وألقينا فيها رواسي } أي: جبالاً ثوابت { وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج } أي: من كل صنف حسن كريم يبتهج به أي: يسر به { تبصرة } أي جعلنا ذلك تبصرة { وذكرى } أي تذكرة { لكل عبد منيب } أي: راجع إلى الله تعالى والمعنى ليتبصر ويتذكر به من أناب { ونزلنا من السماء ماء مباركاً } أي كثير الخير والبركة فيه حياة كل شيء وهو المطر { فأنبتنا به } أي: بذلك الماء { جنات } أي بساتين { وحب الحصيد } يعني البر والشعير وسائر الحبوب التي تحصد { والنخل باسقات } أي: طوالاً وقيل مستويات { لها طلع } أي: ثمر يطلع ويظهر ويسمى طلعاً قبل أن يتشقق { نضيد } أي: متراكب بعضه على بعض في أكمامه فإذا تشقق وخرج من أكمامه فليس بنضيد { رزقاً } أي: جعلنا ذلك رزقاً { للعباد وأحيينا به } أي: بالمطر { بلدة ميتاً } فأنبتنا فيها الكلأ والعشب { كذلك الخروج } أي: من القبور أحياء بعد الموت.