التفاسير

< >
عرض

فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
-الذاريات

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ فأخرجنا من كان فيها } أي في قرى قوم لوط { من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت } أي أهل بيت { من المسلمين } يعني لوطاً وابنتيه وصفهم الله تعالى بالإيمان والإسلام جميعاً لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم. لأن الإسلام أعم من الإيمان. وإطلاق العام على الخاص لا مانع منه فإذا سمي المؤمن مسلماً، لا يدل على اتحاد مفهوميهما { وتركنا فيها } أي في مدينة قوم لوط { آية } أي عبرة { للذين يخافون العذاب الأليم } والمعنى تركنا فيها علامة للخائفين تدلهم على أن الله مهلكهم فيخافون مثل عذابهم قوله عز وجل: { وفي موسى } أي وتركنا في إرسال موسى آية وعبرة { إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين } أي حجة ظاهرة { فتولى } أي أعرض عن الإيمان { بركنه } أي بجمعه وجنوده الذين كان يتقوى بهم { وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم } أي فأغرقناهم في البحر { وهو مليم } أي آت بما يلام عليه من دعوى الربوبية وتكذيب الرسل { وفي عاد } أي وفي إهلاك عاد أيضاً آية وعبرة { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } يعني التي لا خير فيها ولا بركة فلا تلقح شجراً ولا تحمل مطراً { ما تذر من شيء أتت عليه } أي من أنفسهم وأموالهم وأنعامهم { إلا جعلته كالرميم } أي كالشيء الهالك البالي وهو ما يبس وديس من نبات الأرض كالشجر والتبن ونحوه وأصله من رم العظم إذا بلي { وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين } يعني إلى وقت انقضاء آجالهم وذلك أنهم لما عقروا الناقة قيل لهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام.