التفاسير

< >
عرض

أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
٢٥
سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ
٢٦
إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ
٢٧
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ
٢٨
فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ
٢٩
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٠
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ
٣١
-القمر

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ أألقي الذكر عليه } يعني أأنزل الوحي عليه { من بيننا بل هو كذاب أشر } أي بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بادعائه النبوة { سيعلمون غداً } أي حين ينزل بهم العذاب. وقيل: يعني يوم القيامة وإنما ذكر الغد للتقريب { من الكذاب الأشر } أي صالح أم من كذبه { إنا مرسلوا الناقة } أي باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا، وذلك أنهم تعنتوا على صالح فسألوه أن يخرج لهم من صخرة حمراء ناقة عشراء فقال الله تعالى إنا مرسلو الناقة { فتنة } أي محنة واختباراً { لهم فارتقبهم } أي فانتظر ما هم صانعون { واصطبر } أي على أذاهم { ونبئهم } أي أخبرهم { أن الماء قسمة بينهم } أي بين الناقة وبينهم لها يوم ولهم يوم وإنما قال تعالى بينهم تغليباً للعقلاء { كل شرب } أي نصيب من الماء { محتضر } أي يحضره من كانت نوبته فإذا كان يوم الناقة حضرت شربها وإذا كان يومهم حضروا شربهم. وقيل: يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة فإذا جاءت حضروا اللبن { فنادوا صاحبهم } يعني قدار بن سالف { فتعاطى } أي فتناول الناقة بسيفه { فعقر } يعني الناقة { فكيف كان عذابي ونذر } ثم بين عذابهم فقال تعالى: { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة } يعني صيحة جبريل { فكانوا كهشيم المحتظر } قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو الرجل يحظر لغنمه حظيرة من الشجر والشوك دون السباع فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم. وقيل: هو الشجر البالي الذي يهشم حين تذروه الرياح.
والمعنى: أنهم صاروا كيبيس الشجر إذا بلي وتحطم وقيل كالعظام النخرة المحترقة وقيل هو التراب يتناثر من الحائط.