التفاسير

< >
عرض

هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ
٧
يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٨
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٩
-المنافقون

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } أي يتفرقوا عنه { ولله خزائن السموات والأرض } يعني بيده مفاتيح الرزق فلا يعطي أحد أحداً شيئاً إلا بإذنه ولا يمنعه إلا بمشيئته { ولكن المنافقين لا يفقهون } يعني أن أمر الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون { يقولون لئن رجعنا إلى المدينة } يعني من غزوة بني المصطلق { ليخرجن الأعز منها الأذل } فرد الله عليهم بقوله { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } فعزة الله تعالى قهره وغلبته على من دونه وعزة رسوله صلى الله عليه وسلم إظهار دينه على الأديان كلها وعزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم { ولكن المنافقين لا يعلمون } أي ذلك لو علموا ما قالوا هذه المقالة قال أصحاب السير فلما نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي ابن سلول لم يلبث إلا أياماً قلائل حتى اشتكى ومات على نفاقه.
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم } أي لا تشغلكم { أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } يعني عن الصلوات الخمس والمعنى لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم كما شغلت المنافقين عن ذكر الله { ومن يفعل ذلك } أي ومن شغله ماله وولده عن ذكر الله { فأولئك هم الخاسرون } أي في تجارتهم حيث آثروا الفاني على الباقي.