التفاسير

< >
عرض

فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ
٤٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٤١
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٤٢
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ
٤٣
خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
٤٤
-المعارج

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ فلا أقسم } يعني وأقسم وقد تقدم بيانه { برب المشارق والمغارب } يعني مشرق كل يوم من السنة ومغربه. وقيل يعني مشرق كل نجم ومغربه { إنا لقادرون على أن نبدل خيراً منهم } معناه إنا لقادرون على إهلاكهم وعلى أن نخلق أمثل منهم وأطوع لله { وما نحن بمسبوقين } أي بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بمن هو خير منكم { فذرهم يخوضوا } أي في أباطيلهم { ويلعبوا } في دنياهم { حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } نسختها آية القتال ثم فسر ذلك فقال تعالى: { يوم يخرجون من الأجداث } يعني القبور { سراعاً } أي إلى إجابة الداعي { كأنهم إلى نصب } يعني إلى شيء منصوب كالعلم والراية ونحوه. وقرىء بضم النون والصاد وهي الأصنام التي كانوا يعبدونها { يوفضون } أي يسرعون ومعنى الآية أنهم يخرجون من الأجداث يسرعون إلى الداعي مستبقين إليه كما كانوا يستبقون إلى نصبهم ليستلموها { خاشعة أبصارهم } أي ذليلة خاضعة { ترهقهم ذلة } أي يغشاهم هوان { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } يعني يوم القيامة الذي كانوا يوعدون به في الدنيا، والله سبحانه وتعالى أعلم.