التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً
٣
فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً
٤
فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً
٥
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ
٦
تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ
٧
-النازعات

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ والسابحات سبحاً } يعني أرواح المؤمنين حين تسبح في الملكوت { فالسابقات سبقاً } يعني استباقها إلى الحضرة المقدسة.
الوجه الثالث: في قوله تعالى:
{ { والنّازعات غرقاً } [النازعات: 1] يعني النجوم تنزع من أفق إلى أفق تطلع ثم تغيب { والناشطات نشطاً } [النازعات: 2]، يعني النجوم تنشط من أفق إلى أفق، أي تذهب { والسابحات سبحاً }، يعني النجوم والشمس والقمر يسبحون في الفلك. { فالسابقات سبقاً } يعني النجوم يسبق بعضها بعضاً في السير.
الوجه الرابع: في قوله تعالى
{ { والنّازعات غرقاً } [النازعات: 1]. يعني خيل الغزاة تنزع في أعنتها وتغرق في عرقها وهي الناشطات نشطاً لأنها تخرج بسرعة إلى ميدانها، وهي السابحات في جريها، وهي السابقات سبقاً لاستباقها إلى الغاية.
الوجه الخامس: في قوله
{ والنازعات غرقاً } [النازعات: 1] يعني الغزاة حين تنزع قسيها في الرمي فتبلغ غاية المد وهو قوله غرقاً، { { والنّاشطات نشطاً } [النازعات: 2]، أي السّهام في الرمي { والسّابحات سبحاً، فالسّابقات سبقاً } يعني الخيل والإبل حين يخرجها أصحابها إلى الغزو.
الوجه السادس: ليس المراد بهذه الكلمات شيئاً واحداً، فقوله والنازعات يعني ملك الموت ينزع النفوس غرقاً حتى بلغ بها الغاية،
{ { والناشطات نشطاً } [النازعات: 2] يعني النفس تنشط من القدمين بمعنى تجذب، { والسابحات سبحاً } يعني السفن، { والسابقات سبقاً } يعني مسابقة نفوس المؤمنين إلى الخيرات والطاعات.
أما قوله: { فالمدبرات أمراً }، فأجمعوا على أنهم الملائكة قال ابن عباس: هم الملائكة وكلوا بأمور عرفهم الله عز وجل: العمل بها وقال عبد الرّحمن بن سابط يدبر الأمر في الدنيا أربعة أملاك جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، واسمه عزرائيل، فأما جبريل فموكل بالرّياح والجنود، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنّبات، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأنفس، وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالأمر من الله تعالى أقسم الله بهذه الأشياء لشرفها، ولله أن يقسم بما يشاء من خلقه، أو يكون التقدير، ورب هذه الأشياء، وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثن، ولتحاسبن، وقيل جوابه
{ { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى } } .[النازعات: 26] وقيل هو قوله: { قلوب يومئذ واجفة... }.