التفاسير

< >
عرض

أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
٤
أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ
٥
فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ
٦
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ
٧
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ
٨
وَهُوَ يَخْشَىٰ
٩
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ
١٠
كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
١١
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
١٢
فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ
١٣
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
١٤
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
١٥
-عبس

لباب التأويل في معاني التنزيل

{أو يذكر} أي يتعظ {فتنفعه الذكرى} أي الموعظة {أما من استغنى} قال ابن عباس: عن الله وعن الإيمان بما له من المال {فأنت له تصدى} أي تتعرض له، وتقبل عليه وتصغى إلى كلامه {وما عليك ألا يزكى} أي لا يؤمن، ولا يهتدي وإنما عليك البلاغ {وأما من جاءك يسعى} يعني يمشي يعني ابن أم مكتوم {وهو يخشى} أي الله عز وجل {فأنت عنه تلهى} أي تتشاغل وتعرض عنه {كلا} أي لا تفعل بعدها مثلها {إنها} يعني الموعظة وقيل آيات القرآن {تذكرة} أي موعظة للخلق {فمن شاء} أي من عباد الله {ذكره} أي اتعظ به يعني القرآن ثم وصف جلالة القرآن، ومحله عنده فقال عز وجل {في صحف مكرمة} يعني القرآن في اللّوح المحفوظ {مرفوعة} أي رفيعة القدر عند الله، وقيل مرفوعة في السّماء السابعة {مطهرة} يعني الصحف لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة {بأيدي سفرة} قال ابن عباس: يعني كتبة، وهم الملائكة الكرام الكاتبون، واحدهم سافر ومنه قيل للكتاب سفر، وقيل هم الرّسل من الملائكة إلى الأنبياء واحدهم سفير، ثم أثنى عليهم. بقوله: {كرام بررة}.