{ فما له } أي لهذا الإنسان المنكر البعث. { من قوة } أي يمتنع بها من عذاب الله { ولا ناصر } أي ينصره من الله، ثم ذكر قسماً آخر فقال تعالى { والسماء ذات الرجع } أي ذات المطر، سمي به لأنه يجيء ويرجع ويتكرر { والأرض ذات الصدع } أي تتصدع وتنبثق عن النبات، والشجر، والأنهار، وجواب القسم.
قوله تعالى: { إِنَّه } يعني القرآن { لقول فصل } أي إنه لحق وجد يفصل بين الحق والباطل. { وما هو بالهزل } أي باللعب والباطل. { إنهم } يعني مشركي مكة، { يكيدون كيداً } يعني يحتالون بالمكر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا فيه. { وأكيد كيداً } يعني أجازيهم على كيدهم بأن استدرجهم من حيث لا يعلمون فأنتقم منهم في الدنيا بالسيف، وفي الآخرة بالنار { فمهل الكافرين } أي لا تستعجل ولا تدع بهلاكهم. قال ابن عباس: هذا وعيد لهم من الله عز وجل، ثم لمَّا أمره بإمهالهم بيّن أن ذلك الإمهال قليل. فقال تعالى: { أمهلهم رويداً } يعني قليلاً، فأخذهم الله يوم بدر ونسخ الإمهال بآية السيف، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.