التفاسير

< >
عرض

وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
١٨
وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
١٩
وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
٢٠
فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ
٢١
لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ
٢٢
إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ
٢٣
فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ
٢٤
إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ
٢٥
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ
٢٦
-الغاشية

لباب التأويل في معاني التنزيل

{ وإلى السماء كيف رفعت } يعني فوق الأرض بغير عمد، ولا ينالها شيء. { وإلى الجبال كيف نصبت } أي على الأرض نصباً ثابتاً راسخاً لا يزول. { وإلى الأرض كيف سطحت } أي بسطت، ومهدت بحيث يستقر على ظهرها كل شيء. قال ابن عباس: المعنى هل يقدر أحد أن يخلق مثل الإبل، أو يرفع مثل السماء أو ينصب مثل الجبال، أو يسطح مثل الأرض غير الله القادر على كل شيء. ولما ذكر الله تعالى دلائل التوحيد ولم يعتبروا ولم يتفكروا فيها خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى { فذكر إنما أنت مذكر } أي فعظ إنما أنت واعظ { لست عليهم بمسيطر } أي بمسلط فتكرههم على الإيمان، وهذه الآية منسوخة نسختها آية القتال. { إلا من تولى وكفر } استثناء منقطع عما قبله معناه لكن من تولى وكفر بعد التذكير { فيعذبه الله العذاب الأكبر } وهو أن يدخله النار، وإنما قال: الأكبر لأنهم عذبوا في الدنيا بأنواع من العذاب مثل الجوع، والقحط والقتل، والأسر، فكانت النار أكبر من هذا كله. { إن إلينا إيابهم } أي رجوعهم بعد الموت. { ثم إن علينا حسابهم } يعني جزاءهم بعد الرجوع إلينا، والله أعلم.