التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
٧
وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
٨
أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ
٩
وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ
١٠
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
١١
-العاديات

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } يحتملُ الضميرُ أنْ يعودَ عَلَى اللَّهِ تعالى؛ وقالَهُ قتادة، ويحتملُ أَنْ يَعُودَ على الإنسان؛ أَنَّه شَاهِدٌ عَلى نَفْسِهِ بِذَلِكَ؛ وهذا قول مجاهد وغيره.

{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } أي: وإنَّ الإنسانَ لحبِّ الخَيْرِ، والمعنى من أجْلِ حبِّ الخَيْرِ، { لَشَدِيدٌ } أي: بَخِيلٌ بالمَالِ ضَابِطٌ له، والخيرُ هنا المالُ، ويحتملُ أن يُرَادُ هنا الخيرُ الدنيويُّ من مالٍ، وصحةٍ، وجاهٍ عندَ الملوك، ونحوه؛ لأَنَّ الكفارَ والجُهَّال لا يعرفونَ غَيْرَ ذلكَ، وأَمَّا [الحُبُّ في خَيْرِ الآخرة فَمَمْدُوحٌ؛ مَرّجُوٌّ لَه الفوزُ، وقَال الفراء: مَعْنَى الآيةِ: أَنَّ الإنسانَ لشديدُ الحبِّ لِلْخَيْرِ ولما تَقَدَّمَ] الخيرُ قَبْلَ «شديدٍ» حُذَف مِنْ آخِره؛ لأَنه قَدْ جَرَى ذِكْرهُ؛ ولرؤوسِ الآي، انتهى.

وقوله تعالى: { أَفَلاَ يَعْلَمُ } تَوْقِيفٌ، أي: أفلا يعلم مآلَه ومصيرَه فيستعدّ لَهُ.

{ وَحُصِّلَ مَا فِى ٱلصُّدُورِ }، أي: مُيِّزَ وأبْرزَ مَا فِيها ليقعَ الجزاءُ عليه، ويفسِّرُ هذَا قولُه صلى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ" وفي قولِه تعالى: { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } وَعِيدٌ، * ص *: والعَامِلُ في { يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } على تضمينِه مَعْنى: لَمُجازٍ؛ لأَنَّه تَعَالَى خَبِيرٌ دَائِماً، انتهى.