التفاسير

< >
عرض

ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
١
ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ
٢
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
٣
كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ
٤
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ
٥
نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ
٦
ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ
٧
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ
٨
فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ
٩
-الهمزة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

تقدم تفسير: { وَيْلٌ } والـ{ هُمَزَةٍ }: الذي يَهْمِزُ الناسَ بلسانهِ، أي: يَعيبُهم ويَغْتَابُهم، والـ{ لُّمَزَةٍ }: قريبٌ في المعنَى مِنْ هَذَا، وَقَدْ تَقَدم بيانُه في قوله تعالى: { وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ } [الحجرات:11]، وفي قوله: { { ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ } [التوبة:79] وغيرهِ، قيل: نَزَلَتْ هذه الآيةُ في الأَخْنَسِ بن شُرَيْق، وقِيلَ في جميل بن عامر، ثم هِي تتناولُ كلَّ منِ اتَّصَفَ بهذه الصفاتِ.

{ وَعَدَّدَهُ } معناه: أحْصَاهُ وحافظَ على عَدَدِهِ أنْ لاَ يَنْتَقِصَ، وقَال الداوودي: { وَعَدَّدَهُ }: أي: اسْتَعَدَّه، انتهى، { لَيُنبَذَنَّ }: لَيُطْرَحَنَّ * ص *: { نَارُ ٱللَّهِ }: خَبَرُ مبتدإٍ مَحْذُوفٍ، أي: هي نارُ اللَّهِ، انتهى.

و{ ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ }: أي: الَّتِي يَبْلُغَ إحْرَاقَها وألمهَا القلوبُ.

و«موصدة»: أي مُطْبَقَة مُغْلَقَة.

{ فِى عَمَدٍ } جَمْعِ عَمُودٍ، وقرأ ابن مسعود: «مُؤصَدَةٌ بِعَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» وقال ابن زيد: المعنى: في عَمَدٍ حديدٍ مَغْلُولينَ بها، والكلُّ في نار، عافانا اللَّه من ذلك.