التفاسير

< >
عرض

الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
٢
-الرعد

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

قوله عز وجل: { الۤمۤر تِلْكَ آيَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ }: قال ابن عباس: هذه الحروفُ هي مِنْ قوله: «أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى».

وقوله سبحانه: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ... } الاية: قال جمهور النَّاس: لاَ عَمَدَ للسَّمٰوات ألبتَّة، وهذا هو الحَق و«العمدُ»: اسم جَمْعٍ.

قوله سبحانه: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }: «ثم»؛ هنا: لعطفِ الجُمَلِ، لا للترتيبِ؛ لأن ٱلاستواء على العَرْش قبل رَفْعِ السمٰوات، ففي الصحيحِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضَ" وقد تقدَّم القول في هذا، وفي معنى ٱلاستواء.

* ت *: والمعتَقَدُ في هذا: أنه سبحانَهُ مستو على العرشِ على الوَجْهِ الذي قاله، وبالمعنَى الذي أراده ٱستواءً منزَّهاً عن المماسَّة وٱلاستقرارِ والتمكُّن والحلولِ وٱلانتقالِ، لا يحملُهُ العَرْش، بل العرشُ وَحَمَلَتُهُ محمُولُون بلُطْفِ قُدْرته، ومَقْهُورون في قَبْضته، كان اللَّه ولا شيءَ معه، كان سبَحَانه قَبْلَ أَنْ يخلق المَكَانَ والزمَانَ، وهو الآنَ على ما عليه كان.

وقوله سبحانه: { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ }: تنبيهٌ على القُدْرة، وفي ضِمْن الشمسِ والقَمَر الكواكِبُ، ولذلك قال: { كُلٌّ يَجْرِي } أي: كلُّ ما هو في معنى الشَّمْسِ والقَمَرِ، و«الأجلُ المسمَّى»: هو ٱنقضاء الدنيا، وفسادُ هذه البنْيَةِ.

{ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }: معناه: يُبْرمه وينفذه، وعبَّر بالتدبير، تقريباً للأفهام، وقال مجاهد: { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }: معناه يقضيه وحْدَهُ.

و{ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }: أي: توقنون بالبَعْثِ.