وقوله سبحانه: { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ... } الآية: هذا ابتداءُ قصصٍ بعدَ ٱنصرامِ الغرضِ الأول، و«الضيف»: مصدرٌ وصف به، فهو للواحدِ وٱلاثنينِ والجمعِ، والمذكَر والمؤنَّث؛ بلفظٍ واحدٍ، وقوله: { إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ }، أي: فزعون، وَإِنما وَجِلَ منهم؛ لما قَدَّم إِليهم العجْلَ الحنيذ، فلم يرهم يأكُلُون، وكانَتْ عندهم العلامة المُؤَمِّنة أكْلَ الطعام؛ وكذلك هو في غابِرِ الدهْرِ أمْنَةً للنازلِ، والمنزولِ به.
وقوله: { أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ }، أي: في حالةٍ قد مسَّني فيها الكِبَر، وقول إِبراهيم عليه السلام: { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ }: تقرير على جهة التعجُّب وٱلاستبعاد، لكبرهما، أو على جهةَ ٱلاحتقار وقلَّة المبالاة بالمَسَرَّات الدنيويَّة، لمضيِّ العمر، وٱستيلاءِ الكِبَر، وقولُهم: { بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ }: فيه شدَّة مَّا، أي: أبشرْ بما بُشِّرْتَ به، ولا تكُنْ من القانِطِينَ، والقنوطُ: أتمُّ اليأس.