وقوله سبحانه: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: { يَنظُرُونَ }: معناه: ينتظرون، «وَنَظَرَ» متى كانَتْ من رؤية العين، فإِنما تعدِّيها العربُ بـــ «إِلَى» ومتَى لم تتعدَّ بـــ «إِلى»، فهي بمعنى «ٱنْتَظَرَ»؛ ومنها:
{ { ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [الحديد:13]، ومعنى الكلام: أنْ تأتيهم الملائكةُ لقبض أرواحِهِمْ ظالمِي أنْفُسِهِمْ. وقوله: { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ }: وعيدٌ يتضمَّن قيامَ الساعة، أو عذابَ الدنيا، ثم ذَكر تعالَى أَنَّ هذا كان فعْلَ الأمم قَبْلهم، فَعُوقِبوا.
وقوله سبحانه: { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ }: أي: جزاءُ ذلك في الدنْيَا والآخرة، و{ حَاقَ }: معناه: نَزَلَ وأحَاطَ.
وقوله سبحانه: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ... } الآية: تقدَّم تفسير نظيرها في «الأنعام»، وقولهم: { وَلاَ حَرَّمْنَا }: يريد: من البَحِيرةِ والسَّائبة والوَصِيلة وغير ذلك.