وقوله سبحانه: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَـٰتِ سُبْحَٰنَهُ...} الآية: تعديدٌ لقبائحِ الكَفَرة في قولهم: «الملائكةُ بناتُ اللَّه»، تعالَى اللَّه عن قولهم، والمراد بقوله: {وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ}، الذُّكْرَانُ من الأولاد.
وقوله: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا }: عبارة عما يعلو وجْهَ المغموم.
قال * ص *: «ظَلَّ»: تكون بمعنى «صَارَ»، وبمعنى «أقام نهاراً»؛ على الصفة المسنَدَةِ إِلى ٱسمها، وتحتمل هنا الوجهين. انتهى، و{كَظِيمٌ}: بمعنى: كاظمٍ، والمعنى: أنه يُخْفي وجْدَه وهمَّه بالأنثى، ومعنى {يَتَوَٰرَىٰ }: يتغيَّب من القومِ، وقرأ الجَحْدَرِيُّ: «أَيُمْسِكُهَا أَمْ يَدُسُّها»، وقرأ الجمهور: «علَى هُونٍ»، وقرأ عاصمٌ الجَحْدَرِيُّ: «عَلَى هَوَانٍ»، ومعنى الآية: يُدْبِرُ، أيمسِكُ هذه الأنثَى على هوانٍ يتحمَّله، وهمٍّ يتجلَّد له، أمْ يَئِدُها فيدفنُها حيَّةً، وهو الدسُّ في التراب.