التفاسير

< >
عرض

ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً
٤٨
وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً
٤٩
قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً
٥٠
أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً
٥١
-الإسراء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

قوله سبحانه: { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ... } الآية: حكى الطبري أنها نزلَتْ في الوليدِ بْنِ المُغِيرة وأصحابه.

وقوله سبحانه: { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً }، أي: إلى إِفساد أمرك وإِطفاء نورك، وقولهم: { أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰماً وَرُفَـٰتاً } الآية في إِنكارهم البَعْثَ، وهذا منهم تعجُّب وإنكار وٱستبعاد و«الرُّفَاتُ» من الأشياء: ما مَرَّ عليه الزمانُ حتى بلغ غايةَ البِلَى، وقربه مِنْ حالة التُّرَابَ.

وقال ابن عباس: { رُفَاتاً } غباراً وقال مجاهد: تُرَاباً، وقوله سبحانه: { قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً... } الآية: المعنى: قل لهم، يا محمَّد، كونوا إِن استطعتم هذه الأشياءَ الصَّعبة الممتَنِعَةَ التأتِّي لا بُدَّ من بعثكم، ثم احتَجَّ عليهم سبحانه في الإعادة بالفِطْرة الأولى من حيثُ خلقُهم وٱختراعُهم من تُرَاب.

وقوله سبحانه: { فَسَيُنْغِضُونَ } معناه يرفعون ويُخْفِضُون، يريد على جهة التكذيب والاستهزاء. قال الزَّجَّاج: وهو تحريك مَنْ يبطل الشيء ويَسْتَبْطِئُهُ ومنه قول الشاعر: [الرجز]

أَنْغَضَ نَحْوِي رَأْسَهُ وَأَقْنَعَاكَأَنَّمَا أَبْصَرَ شَيْئاً أَطْمَعَا

ويقال: أَنْغَضَتِ السِّنُّ؛ إِذا تحرَّكَتْ، قال الطبري وابنُ سَلاَّمٍ: { عَسَى } من اللَّه واجبةٌ، فالمعنى: هو قريبٌ، وفي ضمن اللفْظِ توَّعد.