التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
٥٤
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
٥٥
-الإسراء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } اختلف الناس في { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }: فقالت فرقةٌ: هي لا إِلٰه إِلا اللَّه؛ وعلى هذا، فــ «العباد»: جميعُ الخلق، وقال الجمهور { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }: هي المحاورة الحَسَنة، بحسب معنى معنى، قال الحسن يقول: يَغْفِرُ اللَّه لك، يَرْحَمُكَ اللَّه وقوله: { لِّعِبَادِيَ } خاصُّ بالمؤمنين، قالت فرقة: أمر اللَّه المؤمنين فيما بينهم بُحْسن الأدب، وخَفْضِ الجناحِ، وإلانة القَوْلَ، واطِّراحِ نَزَعاتِ الشيطان، ومعنى النَّزْغُ: حركاتُ الشيطانِ بُسْرعة؛ ليوجب فساداً، وعداوةُ الشيطان البيِّنة: هي من قصة آدم عليه السلام، فما بعد، وقالَتْ فرقة: إِنما أمر اللَّه في هذه الآية المؤمنين بإِلانة القوْلِ للمشركين بمكَّة أيام المُهَادنة، ثم نُسِخَتْ بآية السيف.

وقوله سبحانه: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ }: يقوِّي هذا التأويل؛ إِذ هو مخاطبةٌ لكفَّار مكَّة؛ بدليل قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } فكأن اللَّه عزَّ وجل أمر المؤمنين ألاَّ يخاشنوا الكُفَّار في الدين، ثم قال للكفَّار إِنه أعلم بهم ورجَّاهم وخوفهم، ومعنى { يَرْحَمْكُمْ } بالتوبة عليكم من الكُفْر؛ قاله ابن جُرَيْج وغيره.

وقوله سبحانه: { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } قرأ الجمهور: «زَبُوراً» بفتح الزاي، وهو فَعُولٌ بمعنى مَفْعُولٍ، وهو قليلٌ؛ لم يَجِىءْ إلا في قَدُوعِ وَرَكُوبٍ وَحَلُوب، وقرأ حمزة: بَضَمِّ الزاي قال قتادة: زبور دَاوُدَ مَواعظُ ودعاءٌ، وليس فيه حلالٌ ولا حرامٌ.