التفاسير

< >
عرض

فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
١١
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً
١٢
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
١٣
-الكهف

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ... } الآية: عبارةٌ عن إلقاء اللَّه تعالى النَوْمَ عليهم.

وقوله: { عَدَدًا } نعت لـــ«السنين» والقصد به العبارة عن التكثير.

وقوله: { لَنَعْلَمَ }: عبارة عن خروج ذلك الشيءِ إِلى الوجود، أي: لنعلم ذلك موجوداً وإِلا فقد كان سبحانه علم أيَّ الحزبَيْن أحْصَى الأمَدَ، و«الحْزَبان»: الفريقان، والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية، إِذ ظنوا لبثهم قليلاً، والحزب الثاني هم أهْل المدينة الذين بعث الفتية على عَهْدهم حين كان عنْدَهم التاريخُ بأمْر الفتية، وهذا قولُ الجمهور من المفسِّرين، وأما قوله: { أَحْصَىٰ } فالظاهر الجيد فيه أنَّه فعل ماض، و{ أَمَدًا } منصوبٌ به على المفعول، «والأمد»: الغاية، ويأتي عبارةً عن المدَّة، وقال الزَّجَّاج: { أَحْصَىٰ } هو «أفْعَل»، ويعترض بأن «أَفْعَل» لا يكون من فْعلِ رباعيٍّ إِلا في الشاذِّ، و{ أَحْصَىٰ }: فعلٌ رباعيٌّ؛ ويحتجُّ لقول الزَّجَّاج بأن «أفْعَل» من الرباعيِّ قد كثر كقولك: مَا أَعْطَاهُ لِلْمَالِ، وكقوله عليه الصلاة والسلام في صفة جهنَّمِ: « أَسْود مِنَ القَارِ » وفي صفة حوضِهِ « أَبْيَض مِنَ اللَّبَنِ».

* ت *: وقد تقَّدم أن «أسْوَد» من «سود»، وما في ذلك من النقْدِ، وقال مجاهدٌ: { أَمَدًا } معناه عدداً، وهذا تفسيرٌ بالمعنى.

وقوله سبحانه: { وَزِدْنَـٰهُمْ هُدًى } أي: يسَّرناهم للعمل الصالحِ، والانقطاع إلى اللَّه عزَّ وجلَّ، ومباعدةِ الناسِ، والزهْدِ في الدنْيا، وهذه زياداتٌ على الإِيمان.