التفاسير

< >
عرض

فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً
٢٩
قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً
٣٠
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً
٣١
وَبَرّاً بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً
٣٢
وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً
٣٣
-مريم

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقولُه تعالى: { فأَشَارَتْ إِلَيْهِ } يقوى قولَ مَنْ قال: إنَّ أمرها بـ { قُولي }، إنما أريد به الإشارة.

وقوله: { ءَاتَـٰنِيَ ٱلْكِتَٰبَ } يعني الإنْجِيل، ويحتمل أن يريد التوراةَ والإنجيل، و«آتاني» معناه: قضى بذلك ـــ سُبْحَانه ـــ وأَنْفذه في سَابِق حُكْمه، وهذا نحو قولِه تعالى: { { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللّهِ } [النحل:1].

{ وأَوْصَـٰنِي بِـٱلصَّلَوٰةِ وٱلزَّكَٰوةِ } قيل: هما المشرُوعتانِ في البدن، والمال.

وقيل: الصلاةُ: الدعاءُ، والزكاة: التطهُّرُ من كُلِّ عيْبٍ، ونقصٍ، ومعصيةٍ. والجبارُ؛ المتعَظِّمُ؛ وهي خلق مقرونة بالشقاء؛ لأَنَّها مناقضة لجميع الناس، فلا يلقى صاحبها من كل أحد إلا مكروهاً، وكان عِيسَىٰ عليه السلام في غاية التَّوَاضُعِ؛ يأكلُ الشجر، ويلبَسُ الشَّعْر، ويجلس على الأَرض، ويَأْوِي حيث جَنَّة الليلُ. لاَ مَسْكَن له.

قال قتادة: وكان يقولُ: سَلُوني؛ فإني ليّن القلب، صَغِيرٌ في نفسي.

وقالت فرقةٌ: إنَّ عيسى عليه السلام كان أُوتي الكتابَ وهو في سِنِّ الطفولِيّة، وكان يصومُ، ويُصَلّي.

قال * ع *: وهذا في غاية الضَّعْف.

* ت *: وضعفُه مِنْ جهة سنده؛ وإلا فالعقلُ لا يحِيلُه؛ لا سِيَّما وأمره كله خرق عادة، وفي قصص هذه الآية؛ عن ابن زيد، وغيره: أَنهم لما سَمِعُوا كلام عِيْسَىٰ أَذْعنوا وقالوا: إن هذا الأمر عظيم.