التفاسير

< >
عرض

كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً
٩٩
مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً
١٠٠
خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً
١٠١
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً
١٠٢
يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً
١٠٣
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً
١٠٤
-طه

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ } مخاطبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أي كما قصصنا عليك نبأ بني إسرائيل، كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق مُدّتك، والذِّكْر: القُرْآن.

وقوله: { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } يريد بالكُفْر بهِ، و { زُرْقاً } قالت فرقةٌ معناه: يُحْشرونَ أول قيامهم سودَ الألوَانِ، زُرْقَ العُيونِ، فهو تَشْوِيه، ثم يعمون بعد ذلك، وهي مواطن.

وقالت فرقةٌ: أراد زرق الألوان، وهي غايةٌ في التشويه، لأنهم يَجِيئُون كلَوْن الرماد، و مهيع في كلام العرب أن يسمى هذا اللون أزرق: { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إنْ لَبِثْتُمْ إلاَّ عَشْراً } أيْ: يتخافت المجرمون بينهم، أي: يتسارون، والمعنى: أنهم لهول المطلع وشِدّة ذهاب أذهانهم، قد عزب عنهم قَدْر مُدّة لبثهم.

واختلف الناسُ في ماذا، فقالتْ فرقةٌ في دار الدنيا، ومُدّة العمر، وقالت فرقةٌ في الأرضِ مدة البَرْزَخِ.

و{ أمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } معناه: أثبتهم نفساً يقول: إن لبثتم إلاَّ يوماً، أي: فهم في هذه المقالة يظنون أن هذا قَدْرَ لبثهم.