التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً
٢٥
ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً
٢٦
وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً
٢٧
يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً
٢٨
لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً
٢٩
-الفرقان

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَاءُ } يريد: يومَ القيامة.

* ص *: { بِٱلْغَمَٰمِ } الباء: للحال، أي: متغيمة، أو للسبب، أو بمعنى «عن»، انتهى. وفي قوله تعالى: { وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيراً }: دليل على أَنَّهُ سهل على المؤمنين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: "إنَّ اللّهَ لَيُهَوِّنُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى المُؤْمِنِ، حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهِ أَخَفَّ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ صَلاَّهَا فِي الدُّنْيَا" . وعضُّ اليدين هو فعل النادم؛ قال ابن عباس وجماعةٌ من المفسرين: الظالم في هذه الآية عُقْبَةُ بْنُ أبي معِيطٍ؛ وذلك أَنَّهُ كان أسلم أو جَنَحَ إلى الإسلام، وكان أُبَيُّ بنُ خَلَفٍ الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يومَ أُحُدٍ خليلاً لعُقْبَةَ، فنهاه عن الإسلام، فَقَبِلَ نَهْيَهُ؛ فنزلت الآية فيهما، فالظالم: عقبة، و { فُلاَناً } أُبيُّ قال السُّهَيْلِيُّ: وَكَنَّى سبحانه عن هذا الظالم ولم يُصَرَّحْ باسمه؛ ليكون هذا الوعيدُ غيرَ مخصوصٍ به ولا مقصور عليه؛ بل يتناول جميعَ مَنْ فعل مثل فعله، انتهى.

وقال مجاهد وغيره: { ٱلظَّالِمُ } عام، اسم جنس، وهذا هو الظاهر، وأَنَّ مقصد الآية تعظيمُ يوم القيامة وذِكْرُ هوله بأَنَّهُ يوم تندم فيه الظَّلَمَةُ، وتتمنَّى أَنَّها لم تُطِعْ في دنياها إخِلاَّءَهَا، والسبيل المُتَمَنَّاةُ: هي طريق الآخرة، وفي هذه الآية لكل ذي نُهْيَةٍ تنبيهٌ على تجنب قرين السوء، والأحاديث والحكم في هذا الباب كثيرة مشهورة، و { ٱلذِّكْرِ }: ما ذَكر الإنسانَ أمر آخرته من قرآن، أو موعظة ونحوه.

{ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنسَـٰنِ خَذُولاً } يحتمل: أَنْ يكونَ من قول الظالم، ويحتمل: أنْ يكون ابتداءَ إخبارٍ من اللّه عز وجل على وجه التحذير من الشيطان الذي بَلَّغهم ذلك المبلغ