* ت *: وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ... }, الآيةُ معناها بيِّنٌ، وينبغي للعَاقِل أَلاَّ يجعلَ ليلَهُ كُلَّهُ نَوْماً؛ فَيَكونَ ضَائِعَ العُمْرِ جِيفَةً بالليلِ بطَّالاً بالنَّهَارِ، كما قيل: [الطويل]
نَهَارُكَ بَطَّالٌ وَلَيْلُكَ نَائِمكَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ البَهَائِمُ
فإنْ أرَدْتَ أَيُّهَا الأخ؛ أن تكونَ من الأَبرَارِ فعليكَ بالقيامِ في الأَسْحَارِ، وقد نقل صاحبُ «الكوكب الدري» عن البزار؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ مَا قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ: يَا بُنَيَّ، لاَ تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ، يَدَعُ الرَّجُلُ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ، انتهى. وابتغاء الفضل: هو بالمَشي والتصرُّفِ. وقوله تعالى: { وَنَزَعْنَا مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي: عُدُوْلَ الأممِ وأخيارَهَا، فيشهدوْنَ على الأمم بخيرِها وشرِّها، فيحقُّ العذابُ عَلى مَنْ شُهِدَ عليه بالكُفْرِ، وقيل له: على جهة الإعذار في المحاورة: { هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } ومن هذه الآيةِ، انْتُزِعَ قولُ القاضِي عند إرادة الحكم: أَبَقِيَتْ لك حجة.