وقوله سبحانه: { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ... } الآية: «الذين»: صفةٌ للمحسنين، وهذا القولُ هو الذي قاله الركْبُ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ لرسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه حِينَ حَمَّلَهُمْ أبُو سُفْيَانَ ذلكَ، «فالنَّاسُ» الأوَّلُ هُمُ الرَّكْبُ، و «النَّاسُ» الثَّانِي عَسْكَر قُرَيْش؛ هذا قول الجمهورِ، وهو الصوابُ، وقولُ مَنْ قال: إن الآية نزلَتْ في خروجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْرٍ الصُّغْرَىٰ لميعاد أبي سُفْيان، و { إِنَّ ٱلنَّاسَ } هنا هو نُعيْمُ بْنُ مسعودٍ ــــ قولٌ ضعيفٌ، وعن ابنِ عَبَّاسٍ؛ أنه قال: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ» قَالَهَا إبْرَاهِيمُ ـــ عليه السلام ـــ، حينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وقَالَها محمَّد صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا: { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }، رواه مسلمٌ. والبخاريُّ. انتهى.