التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٩
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ
١٠
ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١١
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ
١٢
وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ
١٣
-الروم

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله عزَّ وجل: { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ... } الآية، يريدُ أثاروا الأرضَ بالمباني، والحرثِ، والحروبِ وسائرُ الحوادثِ التي أحدثوها هي كلُّها إثارةٌ للأرض؛ بعضها حقيقة وبعضها بتجوُّز، والضمير في { عَمَرُوهَا } الأول للماضين، وفي الثاني للحاضرين المعاصرين.

وقوله تعالى: { ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِ ٱللَّهِ }.

قرأ نافع وغيره: «عَاقِبَةُ» ـــ بالرفع ـــ على أنها اسْمُ { كَانَ }، والخبر يجوز أن يكون { ٱلسُّوأَىٰ }، ويجوز أن يكونَ { أَن كَذَّبُواْ }، وتكونُ { ٱلسُّوأَىٰ } على هذا مفعولاً بـ { أَساءُواْ } وإذا كان { ٱلسُّوأَىٰ } خبراً فـ { أَن كَذَبُوا } مفعول من أجله.

وقرأ حمزة والكسائي وغيرهما «عَاقِبَةَ» بالنصب على أنها خبرٌ مقدَّم، واسم كان أحد ما تقدم، { والسُّوأىٰ }: مصدر كالرُّجْعَى، والشُّورَى، والفُتْيا. قال ابن عباس: { أَسَاءُوا } هنا بمعنى: كفروا، و { ٱلسُّوأَىٰ } هي النار. وعبارة البخاري: وقال مجاهد { ٱلسُّوأَىٰ } أي: الإساءة جزاء المسيئين، انتهى. والإبْلاَسُ: الكون في شَرٍّ، مع اليأسِ من الخير.

* ص *: وقال الزجاج: المُبْلِسُ: الساكت المنقطع في حجته؛ اليائس من أن يَهْتَدِيَ إليها، انتهى.