وقوله عزَّ وجل: {أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ...} الآية، يريدُ أثاروا الأرضَ بالمباني، والحرثِ، والحروبِ وسائرُ الحوادثِ التي أحدثوها هي كلُّها إثارةٌ للأرض؛ بعضها حقيقة وبعضها بتجوُّز، والضمير في {عَمَرُوهَا} الأول للماضين، وفي الثاني للحاضرين المعاصرين.
وقوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِ ٱللَّهِ}.
قرأ نافع وغيره: «عَاقِبَةُ» ـــ بالرفع ـــ على أنها اسْمُ {كَانَ}، والخبر يجوز أن يكون {ٱلسُّوأَىٰ}، ويجوز أن يكونَ {أَن كَذَّبُواْ}، وتكونُ {ٱلسُّوأَىٰ} على هذا مفعولاً بـ {أَساءُواْ} وإذا كان {ٱلسُّوأَىٰ} خبراً فـ {أَن كَذَبُوا} مفعول من أجله.
وقرأ حمزة والكسائي وغيرهما «عَاقِبَةَ» بالنصب على أنها خبرٌ مقدَّم، واسم كان أحد ما تقدم، {والسُّوأىٰ}: مصدر كالرُّجْعَى، والشُّورَى، والفُتْيا. قال ابن عباس: {أَسَاءُوا} هنا بمعنى: كفروا، و {ٱلسُّوأَىٰ} هي النار. وعبارة البخاري: وقال مجاهد {ٱلسُّوأَىٰ} أي: الإساءة جزاء المسيئين، انتهى. والإبْلاَسُ: الكون في شَرٍّ، مع اليأسِ من الخير.
* ص *: وقال الزجاج: المُبْلِسُ: الساكت المنقطع في حجته؛ اليائس من أن يَهْتَدِيَ إليها، انتهى.