التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٢٥
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ
٢٦
قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ
٢٧
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٨
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٩
قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ
٣٠
-سبأ

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وَقَوْلهُ: { قُل لاَّ تُسْـئَلُونَ } الآية مُهَادَنَةَ ومُتَارَكَةٌ مَنْسُوخَةٌ.

وَقَوْلهُ تَعَالَى: { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا } إخْبَارٌ بِالبَعْثِ و{ يَفْتَحُ } مَعْنَاه: يحكم: والفَتَّاحُ: القَاضِي، وهُو مَشْهُورٌ فِي لُغَةِ اليَمَنِ و{ أَرُونِي }: هي رُؤْيَة قَلْبٍ، وهَذَا هُو الصَّحِيحُ، أي: أَروني بالحُجَّةِ والدَّلِيلِ.

وقَوْلَهُ { كَلاَّ } رَدُّ لِما تَقَرَّرَ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِي الإشْرَاكِ.

وَقَوْلُه تَعَالَى: { وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ } الآية: إعْلاَمٌ مِنَ اللّهِ تَعَالَى بِأَنَّهُ بَعَثَ مْحَمَّداً صلى الله عليه وسلم إلَى جَمِيعِ العَالَمِ وَهِي إحْدَى خَصَائِصِهِ الَّتِي خُصَّ بِهَا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَنْبِياءِ وبَاقِي الآيةِ بَيِّن.

قال أبو عُبَيْدَةَ: الوعدُ والوعيدُ والميْعَادُ: بمعنًى؛ وخُولِفَ فِي هَذا، والذِي عليه الناسُ أنَّ الوَعْدُ إذَا أُطْلِقَ فَفِي الخَيْرِ؛ وَالوَعِيدُ فِي المَكْرُوهِ؛ والمِيْعَادِ يَقَعُ لهذا ولهذا.