التفاسير

< >
عرض

وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٦١
ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
٦٢
لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٦٣
قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ
٦٤
وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٦٥
بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ
٦٦
-الزمر

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { وَيُنَجِّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ... } الآية، ذَكَر تعالَىٰ حَالَةَ المُتَّقينَ ونجاتهم؛ لِيُعَادِلَ بِذَلِكَ ما تَقَدَّمَ من شَقَاوَةِ الكَافِرِينَ، وفي ذلك تَرْغِيبٌ في حالةِ المتقين؛ لأن الأشياء تَتَبَيَّنُ بِأضْدَادِها، و«مفازتهم» مصدَرٌ مِن الفَوْزِ، وفي الكلام حَذْفُ مضافٍ، تقديرُهُ: ويُنَجِّي اللَّهُ الذين ٱتَّقَوْا بأسْبَابِ مفازَتِهِمْ، والـ{ مَقَالِيدُ }: المفاتيح؛ وقاله ابن عباس واحدها «مِقْلاَدُ» كـ«مِفْتَاحٍ»، وقال عثمان بن عَفَّان: «سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن { مَقَالِيدُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فقال: "هِيَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ يُحْيِي ويُمِيتُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" . وقوله تعالى: { وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } قالت فرقة: المعنَىٰ: ولقد أوحِي إَلى كُلِّ نبيٍّ؛ لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ، * ت *: قد تقدَّمَ غيرُ مَا مَرَّةٍ، بأنَّ ما وَرَدَ مِن مِثْلِ هذا، فهو محمولٌ على إرادةِ الأمَّةِ لعِصْمَة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المرادُ مَنْ يمكنُ أنْ يَقَعَ ذلكَ مِنْهُ، وخُوطِبَ هو صلى الله عليه وسلم تعظيماً للأمْرِ، قال * ص *: { لَيَحْبَطَنَّ } جوابُ القَسَمِ، وجَوابُ الشَّرْطِ محدوفٌ؛ لِدَلاَلَةِ جَوابِ القسمِ عليه، انتهى.