التفاسير

< >
عرض

وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
١٢٩
-النساء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ... } الآية: معناه: العَدْلُ التامُّ على الإطلاق، والمستوِي في الأفعالِ، والأقوالِ، والمحبَّة، والجِمَاعِ، وغير ذلك، "وكانَ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ، هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا تَمْلِكُ، وَلاَ أَمْلِكُ" .

فوصف اللَّه سبحانه حالة البَشَر؛ أنهم بحُكْم الخِلْقَةِ لا يملكُونَ مَيْلَ قلوبهم إلى بعضِ الأزواج، دون بعضٍ، ثم نهَىٰ سبحانه عن المَيْل كلَّ الميل، وهو أنْ يفعل فعلاً يقصِدُه من التفضيل، وهو يقدر ألاَّ يفعله، فهذا هو كلُّ المَيْل، وإن كان في أمرٍ حقيرٍ.

وقوله سبحانه: { فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ }، أيْ: لا هي أَيِّمٌ، ولا ذاتُ زوجٍ، وجاء في التي قبُل: { وَإِنْ تُحْسِنُوا }، وفي هذِه: { { وَإِن تُصْلِحُواْ } [النساء: 128]؛ لأن الأولَىٰ في مندوبٍ إِليه، وفي هذه في لازمٍ؛ إِذ يلزمه العدلُ فيما يملكُ.