وقوله سبحانه: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ }: أي: ٱعتصموا باللَّهِ، ويحتمل: ٱعتصموا بالقُرآن؛ كما قال ـــ عليه السلام ـــ:
"القُرْآنُ حَبْلُ اللَّهِ المَتِينُ؛ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ" ، والرحمةُ والفَضْل: الجنَّة ونعيمُها، و { يَهْدِيهِمُ }: معناه: إلى الفَضْل، وهذه هدايةُ طريقِ الجِنَانِ؛ كما قال تعالى: { { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ... } [محمد:5] الآية؛ لأنَّ هداية الإرشادِ قَدْ تقدَّمت، وتحصَّلت حينَ آمنوا باللَّه وٱعتصموا بكتابِهِ، فيهدِيهِمْ هنا بمعنَىٰ: يُعَرِّفهم، وباقي الآية بيِّن.