وقوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } هذِه الآيةُ رَدٌّ عَلى العربِ الذينَ استبعدوا أن يبعثَ اللَّهُ بشراً رَسُولاً.
وقوله تعالى: { فَإِذَا جَـاء أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِىَ بِٱلْحَقِّ... } الآية، يحتمل أن يريدَ بأمر اللَّه القيامة، فتكونَ الآيةُ توَعُّداً لهم بالآخرةِ، ويحتمل أن يريدَ بأمر اللَّهِ إرسالَ رَسُولٍ وبَعْثَةَ نبيٍّ قَضَىٰ ذلكَ وأَنْفَذَهُ بِالحَقِّ؛ وخَسِرَ كُلُّ مُبْطِلٍ. * ت *: والأول أَبْيَنُ.
وقوله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلاْنْعَـٰمَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا... } الآية، هذه آياتٌ فيها عِبَرٌ وتعديدُ نِعَمٍ، و{ ٱلأَنْعَـٰمِ }: الأزواجُ الثمانيةُ، و{ مِنْهَا } الأولَىٰ للتبعيضِ، وقال الطبري في هذه الآية: الأَنعامُ تَعُمُّ الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ والخَيْلَ والبِغَالَ والحَمِيرَ، وغَيْرَ ذلك مما يُنْتَفَعُ به من البهائمِ، فـ{ مِنْهَا } في الموضعين علَىٰ هذا للتَّبْعِيضِ.