التفاسير

< >
عرض

قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١٥
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ
١٦
وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَمَا ٱخْتَلَفُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
١٧
-الجاثية

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ... } الآية، قال أَكْثَرُ النَّاسِ: هذه الآيةُ منسوخٌة بِآية القتال، وقالَتْ فرقةٌ: بل هي مُحْكَمَةٌ؛ قال * ع *: الآية تتضمَّن الغُفْرَانَ عُمُوماً، فينبغي أَنْ يقال: إنَّ الأُمور العظام، كالقتل والكُفْرِ مُجَاهَرَةً ونحو ذلك ـــ قد نَسَخَتْ غفرانَهُ، آيةُ السَّيْفِ والجِزْيَةِ، وما أحكمه الشَّرْعُ لا محالة، وأَنَّ الأُمورَ الحقيرةَ كالجَفَاءِ في القول ونحوِ ذلك تحتملُ أنْ تبقَىٰ مُحْكَمَةً، وأنْ يكونَ العفْوُ عنها أقربَ إلى التقوى.

وقوله { أَيَّامَ ٱللَّهِ } قالت فرقة: معناه: أيام إنعامه، ونَصْرِهِ، وتنعيمه في الجنة، وغَيْرُ ذلك، وقال مجاهد: { أَيَّامَ ٱللَّهِ }: أيامُ نِقَمِهِ وعَذَابِهِ، وباقي الآية بَيِّنٌ.

وقوله سبحانه: { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ... } الآيةُ، قَدْ تَقَدَّم بيان نظيرها في سورة يُونُسَ وغيرها.