التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
١٨
إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ
١٩
هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٢٠
-الجاثية

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { ثُمَّ جَعَلْنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ... } الآية: «الشريعةُ» لُغَةً: مَوْرِدُ المياه، وهي في الدين من ذلك؛ لأَنَّ الناس يَرِدُونَ الدينَ ابتغاءَ رحمةِ اللَّهِ والتقرُّبِ منه، و«الأمر» وَاحدُ الأمور، ويحتمل أنْ يكون وَاحِدَ الأَوَامِرِ، و{ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } هم: الكُفَّارُ، وفي قوله تعالى: { وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُتَّقِينَ } تحقيرٌ للكفرة من حيث خروجُهم عن ولاية اللَّه تعالى.

* ت *: وقد قال صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: "أَجِيبُوهُمْ فَقُولُوا: اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَىٰ لَكُمْ" ، وذلك أَنَّ قريشاً قالوا للصحابة: لنا العُزَّىٰ، ولاَ عُزَّىٰ لَكُمْ.

وقوله عز وجل: { هَـٰذَا بَصَـٰئِرُ لِلنَّاسِ } يريد: القرآن، وهو جمع «بَصِيرَةٍ»، وهو المُعْتَقَدُ الوثيقُ في الشيء، كأَنَّه من إبْصَارِ القَلْبِ؛ قال أبو حَيَّان: قُرِىءَ: «هذه» أي: هذه الآيات، انتهى.