وقوله سبحانه: { ثُمَّ جَعَلْنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ... } الآية: «الشريعةُ» لُغَةً: مَوْرِدُ المياه، وهي في الدين من ذلك؛ لأَنَّ الناس يَرِدُونَ الدينَ ابتغاءَ رحمةِ اللَّهِ والتقرُّبِ منه، و«الأمر» وَاحدُ الأمور، ويحتمل أنْ يكون وَاحِدَ الأَوَامِرِ، و{ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } هم: الكُفَّارُ، وفي قوله تعالى: { وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُتَّقِينَ } تحقيرٌ للكفرة من حيث خروجُهم عن ولاية اللَّه تعالى.
* ت *: وقد قال صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ:
"أَجِيبُوهُمْ فَقُولُوا: اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَىٰ لَكُمْ" ، وذلك أَنَّ قريشاً قالوا للصحابة: لنا العُزَّىٰ، ولاَ عُزَّىٰ لَكُمْ. وقوله عز وجل: { هَـٰذَا بَصَـٰئِرُ لِلنَّاسِ } يريد: القرآن، وهو جمع «بَصِيرَةٍ»، وهو المُعْتَقَدُ الوثيقُ في الشيء، كأَنَّه من إبْصَارِ القَلْبِ؛ قال أبو حَيَّان: قُرِىءَ: «هذه» أي: هذه الآيات، انتهى.